بحضور رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، انطلقت اليوم الجمعة في العاصمة النيجرية انيامي، إلى جانب رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، أشغال القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول التصنيع والتنويع الاقتصادي، والدورة الاستثنائية للاتحاد حول منطقة التجارة الحرة القارية في إفريقيا، المنظمة تحت شعار:”تصنيع إفريقيا: تجديد الالتزامات من أجل تصنيع وتنويع اقتصادي شامل ومستدام”.
وتتيح هذه القمة لقادة دول القارة بحث سبل التعاون بين دولها في مجالات الصناعة والتنمية الاقتصادية، والمساهمة في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في الدول الإفريقية، إضافة إلى حشد الجهود نحو التصنيع، باعتباره أحد أهم الركائز الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي في إفريقيا، وأهداف التنمية المستدامة المدرجة في أجندة التنمية الإفريقية 2063.
ويبحث جدول أعمال هذه القمة، التي تأتي في إطار الأنشطة السنوية للاحتفاء بأسبوع تصنيع إفريقيا، سياسات التصنيع والتنويع الاقتصادي ومنطقة التبادل الحر الإفريقية، حيث ستكون الفرصة للأطراف الرئيسية الفاعلة، مواتية للتفكير بشأن تصنيع إفريقيا وبحث السبل الكفيلة بتحقيق ذلك.
كما تناقش القمة “تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية وعلاقتها مع التصنيع” و “التصنيع والقدرة الجبائية للحكومة وخلق فرص الشغل”، إلى جانب “التجديد التكنولوجي والقدرة التنظيمية من أجل تحسين الأداء الصناعي وجعله تنافسيا” وكذا “سلاسل القيم الصناعية الإقليمية”.
وستتيح هذه القمة فرصة مناقشة مختلف المجالات المتعلقة بالتصنيع والتجارة البينية بين دول القارة من خلال التأكيد على ضرورة بناء التصورات حول التنمية الصناعية للقارة الإفريقية وخلق نظرة متفتحة على التعاون بوجهيه الإقليمي والدولي، وذلك عن طريق اندماج فعلي للاقتصاد الإفريقي، ضمن سلاسل القيم العالمية، الأمر الذي مهد له الاتحاد الإفريقي عبر خلق منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
وبالنظر لأوجه الترابط الاستراتيجي بين التصنيع ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، تهدف هذه القمة إلى تعبئة الزخم السياسي المطلوب والموارد والشراكات والتكتلات لفائدة التصنيع في إفريقيا.
وكانت الاجتماعات التحضيرية لهذا الملتقى القاري قد حددت التزام الدول الإفريقية بأجندة 2063 وخطة 2030 لأهداف التنمية المستدامة، اللذين يتيحان لإفريقيا فرصة فريدة لتنفيذ مسار إنمائي متماسك وفعال يعزز النمو الاقتصادي للقارة ويحافظ عليه من خلال التصنيع المستدام.
وأوضح رئيس جمهورية رواندا، بول كاجامي، رئيس القمة نيابة عن الرئيس السنغالي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، في خطاب الافتتاح، أن وتيرة التصنيع في القارة بطيئة للغاية في اتجاه الوصول إلى الأجندة المحددة، مؤكدا على ضرورة خلق شراكة فعالة بين القطاعين العام والخاص من أجل تعزيز أداء هذا القطاع الحيوي والهام في أي تنمية اقتصادية في أي بلد.
وأشار إلى ضرورة تعزيز التعاون والشراكة في مجالات التصنيع والتجارة البينية بين مختلف دول القارة من أجل تفعيل أداء هذه المجالات في التنمية الاقتصادية للقارة.
أما رئيس جمهورية النيجر، محمد بازوم، فقد عبر عن سعادته باستضافة قادة القارة الإفريقية لمناقشة واقع التصنيع في قارتنا الإفريقية وتعزيز منطقة التجارة القارية الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه القمة تبرهن عزم القارة على تعزيز التصنيع وتفعيل دوره في الاقتصاديات الوطنية في دول القارة.
وأشار إلى الترابط القوي بين التصنيع وتفعيل التبادلات التجارية، مشيرا إلى أهمية تحديد الأهداف في هذه المجالات وحشد الآمكانيات المناسبة لتنفيذها.
وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فاكي محمد، قد أوضح في كلمة قبل ذلك أن السياسة الصناعية التي تم وضعها في القارة منذ عقود لم تتمكن من تحقيق الأهداف المرادة منها، مشيرا إلى ضعف نسبة مساهمة قطاع الصناعة على مستوى القارة في الناتج المحلي، مما يتطلب من الاتحاد الإفريقي وكل هيئات القارة المساهمة في تفعيل هذا القطاع الحيوي في أي تنمية اقتصادية.
وطالب بتحديد الأهداف لترقية التصنيع في القارة الإفريقية، والتركيز على قطاعات الزراعة والطاقة والاستفادة من الثورة الصناعية العالمية في هذا المجال، مشيرا إلى أن الصناعة والتجارة تشكلان عمودا فقريا مهما في تنمية القارة مما يتطلب العمل على معالجة كل التحديات التي تواجه القارة في هاذين المجالين.
للتذكير فإن القارة الافريقية تحتفي في 20 نوفمبر من كل سنة بـ “يوم التصنيع في إفريقيا”، الذي تم اعتماده من قبل رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، في يوليو عام 1989 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.