في البدء أبارك للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللأمة انتخابَه على رأس الدولة ليتولى مباشرة مقاليد التسيير وتنفيذ البرنامج الذي تقدّم به والذي يبعث علي الفأل .
ولأن النصح يثمرُ المحبَة وهو للإمام مطلوبٌ كما في حديثِ تميم بن أوس والحديث :إن الله يرضي لكم ثلاثا …
فإني أوجه له النصائح التالية :
ضرورة مراجعة فوضي الرواتب إذ لا أحد يجادلُ في أهمية خلقِ العدالة في رواتبِ الموظفينَ التي بدونها يتمُّ تدمير نظام الدولة بحسب بعضِ الاقتصاديين .
واعلمْ سيدي الرئيس –وأظنك تعلم-أن بناء الأمم ليس بالأمر الهيّنِ ولا هو بالمستحيل لو كان كذلك ما ازدهرت الأممُ من حولنا .
ثم إن القائدَ الحقّ هو من إذا عزمَ توكل علي الله لا تُخيفُه النخبُ ولا العسكرُ ولا الإيديولوجيات الكلُّ عندنا من أخباره أنه ما إن يلحظْ الحزمَ لا يقدر على المواجهة .
وكيف يقدرون عليها وعندهم من الميزات والأموال ما ليس لغيرهم دون أن يكونوا أذكي أو أقدم حضارة أو أرفع ثقافة ؟
أنا أعلم أنه في الحضارة والثقافة لا يوجدُ تفضيلٌ وذاك ما تعلمنا من دروس الجامعة التي بسبب طغيانِ المادة لم يعد لها من فائدة لا ترفعُ ولا تمْنَحُ الأبّهَة.
سيدي الرئيس :لا يزايدنّ عليكم مثقًفٌ فالواقع أن المستضعفين في الجمهورية ومحبي العافية انتخبوكم بغير وسيطٍ وأغلقوا بابَ الدور الثاني لعلمهم أنه كان سيفتحُ بابا من الفوضي وحده الله يعلم ما كان سيكون فيه .
صارحوا الأمة بالوضع العام للبلد في أوّل خطوة وأن على الجميع منحَكم الدعم والوقت للاطلاع على كامل الملفات :الاقتصادية والسياسية و..و.ليتسنى اتخاذ القرار المناسب بعيدا عن الارتجال .
سيدي الرئيس :المثقفون فئات :
فئة مستفيدة:جمعت من المال ما يكفيها حياتها ويضمن لها العلاج في الخارج وضمان تهذيب الأبناء ودراستهم في الجامعات ويحمون أموالهم ب:عفي الله عمن ما سلف .
وما بقي محرومٌ كأنه لا ينتمي للأمة .
وهل تعلمون سيدي الرئيس أنه- بحسب ما يشاع- خلال عشر سنين تفاوت حصاد الموظفين ؟
-من استفاد ربع مليار و من تحصل علي مائتي مليون ومن يكون نصيبه مائة وثمانون مليونا ثم مائة وعشرون و ذلك لعشرية .
وثمة فئة أخري تقبضُ رواتبَ أكب ربكثير .
في حين فئة المدرسين, معلمين وأساتذة تستفيد بالكاد ما بين اثني عشر مليونا و12000000 و خمسة عشر مليونا 15000000 وذلك لعشرية كاملة أيضا.
علما بأن الحساب بالأوقية القديمة والمصدر بيت المال,تُظهر المعطيات أن الراتب الشهري للبعض أكثر بكثير من الراتب السنوي للبعض الآخر في الوقت الذي لا يوجد بالضرورة فرق في الولاء السياسي أو المؤهل العلمي.
وقد وجدت شبه إجماعٍ عند الأمّة أن هذا الوضعَ نَتَجَ عن الصّدفة و الحظّ والشطارة فخلقَ مجموعتين من الموظفين: مجموعة من الأثرياء وطبقة عريضة من الفقراء.
وأمام هذا التباين ودون الخوضِ في مفهوم الصدفة والحظ, من واجب مصالحكم المختصة مراجعة هذا الوضع صونا للأمة من الضياع وعدلا بين النّاس .
آمل أن أكون أمطْتُ اللثامَ ونحن نستشرفُ تحولا سياسيا عن مشكٍل يستحقُ المراجعة.
أدام الله عافيته على الجميع …
جميل جدا استاذنا الموقر فى الصميم